مَعَ الْصّـــوَم الَصَحَــه دَوْم 9aX99594


</A>



</A>










قوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم، لعلكم تتقون).

الصيام من الناحية الطبية هو حالة فيزيولوجية
يخضع لها الجسم طوعا لتحريض منعكسات الجوع وتكييف الجسم
على التأقلم مع الظروف الجديدة التي تحتم عليه الإقلاع عن الطعام والشراب لفترة محددة من الزمن.
فالذين يصومون لديهم قدرة اكبر على تحمل الجوع وقدرة على مقاومة الامراض اذا تعرضوا لها في الفترات العادية وسنذكر هنا ماله من فوائد :
1- الصيام يخفف من التهابات المعدة والامعاء وينظم إفرازات جميع الغدد نظراً لإنتظام الوجبات والطعام الصحي فلاتتراكم بالامعاء
مؤديه لجراثيم أو تعفن , كما ينظم حركة العضلات المرتبطه بتلك الأعضاء.
2- يحسن الصيام من اداء القلب وحيويته. لان امتلاء المعدة الدائم يؤدي الى ضخ مقادير عالية من الدم الى الامعاء للقيام بعملية الهضم والامتصاص.
فعند الصيام يأخذ الانسان قسطا من الراحة ويعيد استجماع قواه، حيث يتسنى له ان يضخ الدم الى سائر الاعضاء بفعالية اكبر مثل الدماغ والكليتين,
كما يعتبر الصيام فرصة للامتناع عن التدخين او التقليل منه
3- خلو المعدة لمدة ساعات من الطعام يؤدي الى انتعاش الصدر وذلك بخفض الضغط الحاصل من المعدة على القلب والصدر عبر الحجاب الحاجز،
وبذلك يأخذ التنفس حدوده القصوى ويعود بنتائج ايجابية على دخول الاوكسجين وطرح ثاني اوكسيد الكربون من الجسم.
4- الصيام فرصة للتركيز الذهني على محور واحد من الناحية الاجتماعية والنفسية ويعود الجسم بنتائج ايجابية كثيرة.

من خلال التوضيح التالي لفيزيولوجيا الهضم والقيمة الغذائية للمأكولات التي يتناولها الإنسان, سيتبين لنا
كيفية تنظيمنا للغذاء برمضان من ناحية الكميه والنوعية:
يعيش الجسم بشكل عام على الطاقة الحرارية التي تقوم بتصنيعها اجزاء معينة داخل خلايا الجسم.
وهذه الطاقة هي التي تتحكم بعمليات البناء والهدم وبالتالي الاستمرارية في الحياة.
وهدف التغذية بشكل عام هو تأمين وارد دائم من الطاقة. ومن المعروف ان المصادر الاساسية للتغذية هي ثلاثة:
السكريات، والبروتينات والشحوم، وبالطبع المعادن والفيتامينات
الجدير بالذكر ان جميع المصادر الثلاثة للتغذية تتحول الى المصير نفسه حيث تتحول السكريات الى حمض الخل والبروتينات الى الاحماض الامينية،
والشحوم الى الكوليسترول والاحماض الشحمية والثلاثية، والجميع بالنهاية يصب في حلقة صنع الطاقة،
او ما يدعى بلغة الطب حلقة كريبس لتصنيع ATP أو القدرة الحرارية.
ما نريد قوله مما سبق ان الحاجة اليومية للانسان من اغذية لا تقاس بالكمية الغذائية وانما بمعدل القدرة الحرارية التي يستهلكها الانسان.
فالشخص البالغ الذي لا يعمل يحتاج الى 1500 سعيرة حرارية في اليوم كمعدل عام، أما الانسان النشط فيحتاج الى 2500 أو 3000 سعيرة حرارية
، والرياضيون قد يصرفون حتى 100 ألف سعيرة حرارية في اليوم.
واستنادا الى معيار الطاقة فإن كل غرام من الشحوم يعطي 9 سعيرات من الطاقة بينما البروتينات والسكريات تعطي 4 سعيرات حرارية.
أما الخضروات والالياف فمقدار الطاقة فيها قليل جدا لكنها غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الاكسدة المهمة، المقاومة لأمراض القلب والسرطان.
هذا بالنسبة للتغذية،
أما بالنسبة لفيزيولوجيا الهضم فمن المفيد عرضها كمدخل لفهم أسس الصيام.
تبدأ عملية الهضم من الفم حيث يبدأ اللعاب بتحليل السكاكر. وتقوم الاغشية المخاطية بالامتصاص.
ثم تدخل الاغذية الى المعدة حيث تبدأ عمليات تحلل البروتينات بشكل اساسي هناك، وبعد ان تستقر الاغذية لمدة نصف ساعة تقريبا في المعدة،
تبدأ بالانفراغ الى الاثني عشري والامعاء، حيث يحدث تحليل وامتصاص المواد الدسمة والسكرية والبروتينية.
وبعد 4 ساعات تقريبا تصل الاغذية الى القولون (المصران الغليظ)، حيث يتم امتصاص الماء هناك ويتحول الغذاء الى كتل غائطية تخرج تبعا لحركة الامعاء.
تعتبر السكاكر البسيطة اسهل الاغذية هضما ثم تليها البروتينات ثم الشحوم التي قد يدوم هضمها ثماني ساعات
اثناء فترة الصيام تصبح المعدة والامعاء فارغة بشكل كامل تقريبا من الاغذية الواردة من الخارج، حيث تتجمع الفضلات في الامعاء الغليظة،
ولا يتبقى في المعدة والامعاء الا المفرزات الداخلية. ويعتبر الصيام نوعا من انواع الغسل الهضمي الذاتي،
حيث يطرح الجهاز الهضمي مخزونه من الفضلات التي يمكن ان تكون مصدرا للازعاجات. وخلال فترة الصيام يستخدم الجسم مخزونه من الطاقة
الذي يكون على شكل غليكوجين في الكبد او على شكل شحوم في الجسم، وهذه الطاقة المعروفة يعوضها الجسم بعد الافطار.
أنواع الغذاء يقول عالم التغذية الشهير بول بريك مؤلف كتاب معجزة الصيام الصحي ان التنظيم الغذائي هو اهم شيء بالنسبة للجسم،
ويجب ان تكون نسبة %60 من الطعام اليومي مؤلفة من الفاكهة والخضار في حالة طبيعية طازجة وغير مطهوة
وإمكانية الاختيار في الجزء المتبقي واسعة، لكن يجب الحذر من تناول المنتجات المكررة والمعالجة بالطرق الصناعية
والمواد الكيميائية( لذلك انتبهوا من المواد المصبوغه أو الغازيه )
فالاطعمة يجب ان تكون في حالة طبيعية قدر الامكان وتحتوي على قليل من الملح والسكريات. ويرى
بريك ان الانسان يجب ان يتناول اللحوم ثلاث مرات اسبوعيا، وليس ثلاث مرات في اليوم كما يفعل الكثيرون.
كذلك يجب تناول البيض مرتين اسبوعيا والسمك مرتين الى ثلاث مرات اسبوعيا. ولا ينصح بتناول اللحوم المقلية والدهون.
(حدث ولاحرج بالمنطقه العربيه)
ويرى ان على المسنين عدم الاكثار من الحليب واللبن الدسم، والقشدة والجبن والزبد وغيرها.
ويرى البعض الآخر مثل خبيرة التغذية سوزان مارتن ان الوارد الحراري للانسان يجب ان
يكون كالتالي %50 من الكاربوهيدرات (السكريات)، و%25 من البروتينات و%25 من الشحوم.
باختصار يمكن تناول أي قدر من الطعام بين فترة الافطار والسحور على ان يكون المقدار الحروري لايتجاوز الـ2000 سعيرة حرارية
واذا اراد الانسان تناول اكثر من ذلك فعليه ان يقوم بحرق كمية اكبر من الطاقة عن طريق الرياضة اثناء شهر رمضان
بالتالي فإن الإفطار الصحي عندما يصل الصائم الى فترة الافطار تكون المعدة خاوية ولا تحتوي إلا على العصارة الهاضمة ويكون سكر الدم منخفضا قليلا،
لأن الجسم يصرف القدرة من مخازن الطاقة التي ذكرناها لذلك على الصائم مراعاة بعض المسائل الصحية:
1 ـ بدء الفطور بقليل من الحساء ويفضل تناولها مع حبة او حبتين من التمر او سكر العنب لان السكاكر الاحادية سريعة الامتصاص
لتعوض ما فقده الانسان من طاقة بوقت قصير من الزمن. ولا ينصح بهذه المرحلة شرب كميات كبيرة من الماء او العصير لكي لا تمتلئ المعدة.
2 ـ الاستراحة لفترة قصيرة ثم بعدها تؤخذ الوجبة الرئيسية، لكن بكمية معتدلة لئلا يحدث توسع في المعدة وبالتالي يحدث الألم والمغص البطني،
لأن سعة المعدة الطبيعية من ليتر الى ليترين، واذا حشيت بالطعام يتمدد جدارها ويحدث الألم.
3 ـ يفضل ان تكون الوجبة الرئيسية متضمنة على نوع واحد من الطعام، او عدة انواع متقاربة الفصيلة،
وذلك لئلا يحدث تلبك معوي وعسرة في الهضم.
4 ـ ينصح بتفادي المواد الدسمة قدر الامكان واستخدام الزيوت الخفيفة في الطبخ.
5 ـ ينصح بالاعتماد على الفواكه والملينات (كالألياف) لتسهيل عملية الهضم
ما بين الافطار والسحور يجب ان لا يجلس الانسان بحالة خمول اثناء تلك الفترة،
بل على العكس يجب ان يمارس الرياضة لكي يزيد من نشاط وحركة الامعاء،
ولكي ينظم فيزيولوجيا الهضم. اضافة الى ذلك يجب على الانسان ان يقدم مجهودا لكي يتخلص من مقادير الطاقة الزائدة
التي يمكن ان يتناولها الانسان اثناء فترة الافطار، فمعظم الناس يأخذون ضعف ما يحتاجه الجسم
في تلك الوجبة، لأن منعكس الاشباع الدماغي يحدث متأخرا.
اضافة الى ان ممارسة الرياضة في تلك الفترة تساعد الشخص على الاسترخاء اثناء اليوم التالي خلال فترة الصيام
لان الرياضة تزيد من افراز مادة الاندروفين الداخلي في الجسم، اضافة الى انها تزيد شهية الانسان في فترة السحور
لكي يبدأ صيامه في اليوم التالي بمخزون جيد من الطاقة ( يمكن تلاحظون ذلك بعد رجوعكم من مشوار كالمشي مثلاً)
يمارس الكثيرون عادات خاطئة اثناء فترة السحور. فالبعض يستيقظ ليأكل ثم ينام وهذا امر مغلوط. السحور هو وجبة مهمة لمواجهة فترة طويلة
من الصيام لذلك يجب تناول اغذية بطيئة الهضم في هذه الوجبة مثل البروتينات وبعض النشويات التى تحتوي على زيوت نباتية.
ويجب عدم ملء المعدة بالسكاكر خاصة الاحادية لان امتصاصها وهضمها سريع حيث تنفرغ المعدة بسرعة.
كذلك يمكن اخذ كمية من الاغذية الغنية بالالياف وبعض البروتينات.
ولا ينصح بالنوم مباشرة بعد وجبة السحور.
وفي الدول الحارة يجب مراعاة كمية المياه الواردة والمعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم التي يمكن ان تطرح اثناء فترة النهار خلال الصيام.
لذلك يجب زيادتها قليلا في فترة السحور.
فلو اخذنا على سبيل المثال وليس الحصر انسانا وزنه 70 كيلو غراما ويقوم بنشاط معتدل يوميا فهذا
يعني انه بحاجة الى ما يعادل 3000 سعيرة حرارية من الطاقة.
وهذه الكمية من الطاقة موجودة في 334 غراما من الشحوم، او في ما يعادل كيلو جرام من السكريات او كيلوغرام من البروتينات.
وبدل ان يتناول الانسان نصف كيلوغرام من الشحوم او كيلوغرام من السكاكر او ما يعادله من البروتين يمكن ان يوزع هذه
الكمية الحرارية بأخذ الحاجة اليومية من البروتينات وهي 70 غراما والحاجة اليومية من السكاكر (200 غرام)
والحاجة اليومية من الشحوم (50 غراما) ومقدار غير محدد من الخضار والفواكة والاغذية الغنية بالألياف والسوائل.
كما يجب أن يكون أغلب طعامنا في صيام الصيف مكون من الخضروات والفواكه الطازجة والمجففة والحبوب الكاملة والبقوليات
مع الإقلال من البروتينات الحيوانية لإمداد الجسم بالفيتامينات أ، ب المركب، هـ اللازمة للمحافظة على حيوية ومناعة الجسم
ومكافحة الإجهاد ، بالإضافة إلى الأملاح المعدنية للبوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد والسيلينيوم
التي يفقدها الجسم في الجو الحار ويحتاج لتعويضها لضبط ضغط الدم سواءً المرتفع أوالمنخفض.
أما الدجاج أو اللحوم فيفضل عدم الأكثار عن قطعة بحجم الأصابع لأن البروتينات الحيوانية صعبة في هضمها و الإسراف
فيها يعرض الصائم لخطر ترسيب الحصوات في الكلى وخصوصاً معقلة شرب الماء.

وتظل أفضل أطباق رمضان للحصول على الشبع مع الحفاظ على الصحة الحبوب الكاملة مثل شوربة العدس والبليلة والبرغل
والبقول كالفول المدمس أوالحمص بالسحور أو سلطة الفاصوليا واللوبيا المطبوخة على مائدة الإفطار.

كما نحتاج في صيام الحر أيضاً إلى تناول القليل من المكسرات غير المملحة أوالسوداني غير المحمص وزيت الزيتون مضافاً إلى السلطة أو الزيت الحار
بدون طهي لإمداد الجسم بالأحماض الدهنية أحادية التشبع أوميجا 3 الرافعة لقوة التحمل والمقللة للإجهاد
والتي تسرع معدلات الحرق التي تقل في الجو الحار وكلها مميزات نحتاج إليها في رمضان هذا العام،
وخصوصاً بين وجبتي الإفطار و السحور بدلاً من الحلويات والعصائر التي هي مجرد سعرات عالية خالية
من المغذيات التي يحتاج الجسم لتعويضها في صيام الصيف.

أما الإكثار من شرب الماء فهو مطلوب حتى تحتفظ الألياف الموجودة بالأمعاء بالماء طول فترة الصيام وإعادة إمتصاصها للدم
مما يقلل الشعور بالعطش أثناء الصيام. في حين أن شرب العصائر هو أمر غير صحي لأنها غنية بالسكر فقيرة بالألياف
مما يضاعف من الشعور بالعطش ويسبب إحتباس الماء بالجسم وزيادة الوزن.

وتناول الزبادي واللبن الريب قليل الدسم لما يحتويه من البروبيوتكس أو البكتريا النافعة المساعدة على الهضم فتمنع الإحساس بالعطش
والإنتفاخ والحموضة وآلام الجوع وتكسر السموم المسببة لإلتهابات القولون، ويفضل تناولها في وجبة السحور.
أوصى رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسحور وحث عليه في غير ما حديث فقال : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) رواه البخاري و مسلم
ولكن بإتباع قول الله تعالى (وكلوا واشربوا و لا تسرفوا).








في حفظ الله أحبتي



مَعَ الْصّـــوَم الَصَحَــه دَوْم Tbz02997