مسائل في المفاضلة بين عثمان وعلي وفي المبشرين بالجنة  Top4top_523bcb63e71

بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله وكفى ، وصلى الله سلم وبارك على عبدِه الذي اصطفى ...

وبعد ،،


فهذه هي المحطة الثالثة من سلسلة ( معالم في الصحابة ) ..

أضعها بين أيديكم ؛ وكلي أمل أن يكون المقروء واضحًا جليًا للجميع ..

والله من وراء القصد ، والحمد لله رب العالمين .

 مسائل في المفاضلة بين عثمان وعلي وفي المبشرين بالجنة  Top4top_523bcb63e72

أجمع السلف – كما مر – على أن أفضل الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما .

أما علي وعثمان فقد اختلفوا في أيهما أفضل ، وهذه مسألة لا يضلل فيها المخالف .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وقد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل ؛ فقدّم قوم عثمان ، وسكتوا ، وربَّعوا بعلي ، وقدّم قوم علياً ، وقوم توقفوا ، لكن استقر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي " (1) .

هذا حاصل الخلاف في المسألة : تقديم عثمان ، تقديم علي ، التوقف في تقديم أحدهما على الآخر .

وأشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى ترجيح الرأي الأول وهو تقديم عثمان لأمور :

أحدها : أن هذا هو الذي دلت عليه الآثار الواردة في مناقب عثمان رضي الله عنه .
الثاني : إجماع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة ، وما ذاك إلا لأنه أفضل ؛ فترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة .
الثالث : أنه استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي – كما سبق – من أنهم قدموه في البيعة ، وكان علي من جملة مَن بايعه ، وكان يقيم الحدود بين يديه (2) .


 مسائل في المفاضلة بين عثمان وعلي وفي المبشرين بالجنة  Top4top_523bcb63e73

بعد أن تبين رجحان القول بتقديم عثمان ثم علي ، واستقرار أمر أهل السنة على ذلك لسائل أن يسأل فيقول : هل يُضلل مَن يُقدم علياً على عثمان ؟

والجواب لا ؛ فهذه مسألة لا يُضلل مَن يخالف فيها ؛ نظراً لاختلاف أهل السنة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر الخلاف في هذه المسألة واستقرار أمر أهل السنة على تفضيل عثمان ثم عليه رضي الله عنهما قال : " وإن كانت هذه المسألة – مسألة عثمان وعلي – ليست من الأصول التي يُضّلَّلُ المخالف فيها عند جمهور أهل السنة " (3) .


 مسائل في المفاضلة بين عثمان وعلي وفي المبشرين بالجنة  Top4top_523bcb63e74

هذه المسألة مما يُضلَّل بها المخالف ؛ إذ لا يجوز تقديم علي رضي الله عنه على غيره من الخلفاء الثلاثة في الخلافة ، أو ادعاء أنه أولى منهم فيها .

روي عن سفيان الثوري رحمه الله أنه قال : " مَن زعم أن علياً كان أحق بالولاية منهما – يعني أبا بكر وعمر – فقد خطَّأ أبا بكر وعمر والمهاجرين والأنصار رضي الله عن جميعهم وما أراهم يرتفع له مع هذا اعمل إلى السماء " (4) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر مسألة تفضيل عثمان على عليه رضي الله عنهما وأنها ليست من الأصول الت يُضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة قال : " لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة ، وذلك لأنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي .
ومَن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله " (5) .

وخلاصة القول في مسألة تقديم علي على غيره من الخلفاء الثلاثة ما يلي :

1- مَن قدمه في الخلافة على أيٍّ من الثلاثة فهو ضال .
2- مَن قدمه في الفضيلة على أبي بكر وعمر فهو ضال أيضاً .
3- مَن قدمه في الفضيلة على عثمان فلا يُضلل ، وإن كان خلاف الراجح (6) .


 مسائل في المفاضلة بين عثمان وعلي وفي المبشرين بالجنة  Top4top_523bcb63e75

المُعَيَّنون من أهل الجنة كثيرون ، ومنهم العشرة المبشرون بالجنة .

وخصوا بهذا الوصف لأن النبي صلى الله عليه وسلم جمعهم في حديث واحد فقال : " أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة ، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " [ رواه أبو داود (4649) و (4650) ، والترمذي (3748) و (3757) ، وابن ماجه (134) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4010) ] .

وقد سبق الكلام على الخلفاء الأربعة ، وأما الباقون فجُمعوا في هذا البيت :


سعيدٌ وسعدٌ وابنُ عوفٍ وطلحةٌ ..... وعامرُ فهرٍ والزبيرُ المُمَدَّحُ




فطلحة : هو ابن عبيد الله من بني تيم بن مرة أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام ، قُتل يوم الجمل في جمادى الآخرة سنة 36هـ عن 64 سنة .
والزبير : هو ابن العوام من بني قصي بن كلاب ابن صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، انصرف يوم الجمل عن قتال علي ، فلقيه ابن جرموز فقتله في جمادى الأولى سنة 36هـ عن 67 سنة .
وعبد الرحمن بن عوف : من بني زهرة بن كلاب توفي سنة 32هـ عن 72 سنة ، ودفن بالبقيع .
وسعد بن أبي وقاص : هو ابن مالك من بني عبد مناف ابن زهرة ، أول مَن رمى بسهم في سبيل الله ، مات في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة ، ودفن بالبقيع سنة 55هـ عن 82 سنة .
وسعيد بن زيد : هو ابن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي ابن عم عمر بن الخطاب ، كان من السابقين إلى الإسلام ، توفي بالعقيق ، ودفن بالمدينة المنورة سنة 51هـ عن بضع وسبعين سنة .
أبو عبيدة : هو عامر بن عبد الله بن الجراح من بني فهر ، من السابقين إلى الإسلام ، توفي في الأردن في طاعون عَمواس سنة 18هـ عن 58 سنة (7) .

وممَن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة : الحسن ، والحسين ، وثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنهم .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " [ رواه الترمذي (3768) ، وقال : " حديث حسن صحيح " ، وصححه الألباني في الصحيحة (796) ] .

وقال صلى الله عليه وسلم في ثابت بن قيس : " إنك لست من أهل النار ، ولكنك من أهل الجنة " [ رواه البخاري (3613) ، ومسلم (119) و (187) ] .


 مسائل في المفاضلة بين عثمان وعلي وفي المبشرين بالجنة  Top4top_856e1df5071

(1) الواسطية : ص 173 .

(2) انظر شرح الواسطية ، للشيخ صالح الفوزان : ص 175 – 176 .

(3) الواسطية : ص 177 .

(4) رواه أبو داود (4630) .

(5) الواسطية : ص 177 .

(6) انظر شرح الواسطية ، للشيخ صالح الفوزان ، ص 178 .

(7) انظر شرح لمعة الاعتقاد : ص 145 – 146 .





[size=16][size=12] مسائل في المفاضلة بين عثمان وعلي وفي المبشرين بالجنة  Top4top_856e1df5072[/size]
[/size]